التشهير بعرابي بقصيدة "عاد لها عرابي" لأحمد شوقي
هذه القصيدة "عاد لها عرابي" من نظم الشاعر الكبير أحمد شوقي، وهذه القصيدة تحمل تشهير كبيرًا بالرجل، والغريب أن جريدة "اللواء" لسان حال "الحركة الوطنية" في مصر وقتذاك حيث كانت منبر الحزب الوطني ورجل الوطنية مصطفى كامل ومحمد فريد لم تجد حرجًا في أن تنشر تلك الجريدة على صفحاتها في 11 يوليو عام 1901، وربما كان للعلاقة الجيدة بين مصطفى كامل وحزبه والخديو عباس حلمي الثاني في ذلك الوقت سبب لهذا التوجه غير المبرر، إلا إذا علمنا أن معظم كبراء هذا العصر، ومن ضمنهم مصطفى كامل، كان يعتبر أحمد عرابي سبب ما آل إليه الوضع في مصر من احتلال بريطاني!!
عاد لها عرابي
صـَغـار في
الذهـاب وفي الإياب *** أ هــذا كـــل شــأنك يـا عرابي؟
عفـا عــنك
الأبـاعد والأداني *** فمـن يعـفو عن الوطـن المصـاب؟
وما سألوا
بـَنيكَ ولا بـَنينا *** ولا التفتوا إلى القوم الغـِضاب
فـَعـِش في
مصرَ موفورَ المعالي *** رفيعَ الذكـْرِ مـُقتـَبـِل الشباب
أ فرقٌ بـَينَ
سيلانٍ ومـِصـْـر *** وفي كِلْتـَيـْهـِما حـُمـْرُ الثياب؟
يتوب عليك من
منفاك فيها *** أناس منك أولى بالمتاب
ولا والله ما
مـَلـَكوا عِتاباً *** ولا مـَلـَكوا القديـمَ من العِقاب
ولا ساوَوْك في
صـِدْق الطـَّوايا *** وإن ساوَوْك في الشـِّيم الكـِذاب
حـُكومَة
ذِلـَّةٍ وسـَراةُ جَهْلٍ *** كعـَهـْدِك إذْ تـُحـَيِّيك الطَّوابي
وإذ ضربوا
وسيفك لم يجرد *** وإذ دخلوا ونـَعـْلُك في الرِّكاب
وإذ مـُلِئـَت
لك الدنيا نـِفاقاً *** وضاقت بالغباوة والتغابي
وإذ تـُقـْنَى
المَعالي بالتمنِّي *** وإذ يـُغـْزَى الأعادي بالسـِّباب
وإذ تـُعطى
الأريكة في النوادي *** وتـُعطى التاج في هـَزْلِ الخِطاب
ستنظر إن رفعت
بمصر طرفاً *** رِجال الوقتِ من تِلك الصحاب
وقد نـَبـَذوا
جَنابَك حينَ أقْوى *** وقد لاذوا إلى أقوى جـَناب
وبالإنجيل قد
حلفوا لِفـَومٍ *** كما حلفوا أمامك بالكتاب
يـُريدون
النساء بلا حـِجابٍ *** ونحنُ اليوم أولَى بالحجاب
فماذا
يَعـْلَمُ الأحـْياءُ عَنـَّا *** إذا ما قيلَ عاد لها عرابي؟
تعليقات
إرسال تعليق