عباس حلمي الثالث
عباس حلمي الثالث
تاريخيًا لا نعرف إلا عباس حلمي الأول ابن طوسون باشا وحفيد محمد علي الذي حكم بعد وفاة عمه إبراهيم باشا خلال فترة قصيرة بين عامي 1848-1854، ومات في أحد قصوره التي بناها في مدينة بنها على يد حرسه من الضباط الأرناؤود، وعباس حلمي الثاني، ابن الخديو توفيق وحفيد الخديو إسماعيل، الذي جعل الحكم في نسله أو نسل إبراهيم باشا الذي هو ربيب محمد علي وليس ابنه، كما إدعى ذلك عباس حلمي الأول نفسه، فهو ابن زوجته أمينة هانم نصرتلي، وقد تم خلع عباس حلمي الثاني عام 1914 بإعلان بريطانيا الحمايا على مصر وإلغاء السيادة العثمانية عنها بعد أن أعلنت تركيا الحرب عليها وعلى دول الوفاق بعد أن حكم مصر منذ عام 1892.
إذن من هو عباس حلمي الثالث؟ عباس حلمي الثالث هو بن الأمير محمد عبد المنعم بن الخديو عباس حلمي الثاني وكان من المفروض أن يكون وريث ذلك العرش لولا أن تم خلع جده الخديو عباس حلمي الثاني، كما سبق القول، من السلطة وتنصيب عمه حسين كامل بلقب سلطان، وقد مات عام 1917 ليخلفه عمه الآخر السلطان ثم الملك فؤاد ليخلفه ابنه الملك فاروق ثم حفيده أحمد فؤاد الثاني. بعد أن قامت ثورة يوليو عام 1952 وطلبت من الملك فاروق أن يغادر البلاد ويتنازل عن السلطة لابنه، تم تشكيل مجلس وصاية وكان والد عباس حلمي الثالث الأمير محمد عبد المنعم أحد الثلاثة الذين تشكل منهم مجلس الوصاية إلى جانب بهي الدين باشا بركات والقائمقام رشاد مهنا إلى أن أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953 وألغيت الملكية ومجلس الوصاية معًا والذي كان حقيقة الأمر مجلسًا شكليًا لاقيمة له.
تعرض والد عباس حلمي الثالث الأمير محمد عبد المنعم وزوجته نسل شاه، حفيدة كل من الخليفة عبد المجيد الثاني آخر خلفاء الدولة العثمانية، والسلطان محمد السادس آخر سلاطين الدولة العثمانية، للاعتقال عام 1957 بتهمة التآمر ضد الرئيس عبدالناصر، وكان ذلك التحول الدراماتيكي في علاقة الثورة بالأمير محمد عبد المنعم بعد أن استخدموه في مجلس الوصاية، أن فضل الخروج من مصر وكان ابنه "عباس حلمي الثالث" في ذلك الوقت يبلغ من العمر 17 عام.
تلقى عباس حلمي الثالث تعليمًا جيدًا في بريطانيا والتحق بشركات مالية عديدة، وكان على موعد لصناعة تاريخ في لندن حينما أصبح أول عضو أجنبي في بورصة لندن، شارك في إدارة العديد من الشركات المالية والاستثمارية قبل أن يؤسس شركته "حلمي وشركاه" ويصبح رئيسها في الفترة بين 1983-1986، إنضم إلى شركة كونكورد وساهم في إنشاء مكتب مجموعة كونكورد في القاهرة، عام 1994، ومنذ ذلك الحين تركزت استثمارات عباس حلمي الثالث في مصر ، باعتباره واحد من رجال الأعمال الكبار، ويتم استثمار قرابة 2.8 مليار دولار من أصول كونكورد في السوق المصري، وتعد كونكورد حالياً من بين أكبر شركات إدارة الأصول في مصر، تم تصنيفها مرارا باعتبارها الصندوق الأفضل أداء في العالم. ولا يزال الأمير عباس حلمي الثالث يعمل في شركة كونكورد، حيث يشغل منصب المدير الإداري الأول.
ومنذ عودته لمصر عام 1994 ساهم الأمير عباس حلمي الثالث في الحفاظ على تراث وآثار أسرته فقد ساهم في توفير المال اللازم لتجديد ضريح جده توفيق باشا، وكذلك أسس جمعية أصدقاء المنيل للحفاظ على قصر جده الأمير محمد علي باشا.
تعليقات
إرسال تعليق