قصيدة عرابي وما جنى لأحمد شوقي
عرابي وما جنى
قصيدة ثانية نُشرت كذلك على صفحات جريدة اللواء في سبتمبر 1901 وهي كذلك للشاعر "أحمد شوقي" ولم تكتف الجريدة بنشر القصيدة ولكنها تتهكم من الشاعر على عرابي ونسبه للحسين وفساد أوهامه وجهله وجبنه، لسان حال الجريدة، الذي جعله أضحوكة للأطفال، وأخذت عليه كذلك رغبته في مقابلة ملك إنجلترا.
عرابي وما جنى
أهلا
وسهلا بحامــيها وفاديــها *** ومرحبـا وسلامــا يا عرابيهــا
وبالكرامة
يا من راح يفضحها *** ومقدم الخـير يا من جاء يخـزيـهـا
وعد
لها حين لا تـُغـْني مدافعها *** عن الزعيم ولاتجدي طوابيها
وارجع
إليها فيالله فاتحها *** يوم الإياب ويالله غازيها
وانزل
على الطائر الميمون ساحـَتـَها *** واجلس على تلها وانعق بواديها
وبـِض
لها بيضةً للنسر كافِلةً *** إن الدجاج عقيمٌ في نواحيهــا
واظْلِمْ
صحيحَ البخاري كُلَّ آيَتِهِ *** ونَمْ عن الحرب واقرأ في لياليها
واخرج
القوم من مصر بخارقةِ *** تفوق "فاشودة" فيها وتنسيها
من
العجائب صاروا مِن أحِبـَّتها *** فيما زَعَمـْتَ وصاروا من أعاديها
كأن
ما كان من حرْب ٍومن حَرَب ٍ *** عَتـْبُ المودةِ لا يودي بصافيها
وضَعْ
عِمامتك الخضراء من شرفٍ *** يَعرِفْك كلُّ جهول من أهاليها
وقُصَّ
رؤياك مكذوباً بمضحكها *** على البنين، ومكذوباً بمبكيها
فلست
تـَعْدَمُ عُمياً من أكابـِرِها *** ولَسْتَ تـَعْدم بُكماً من أعاليها
ولَسْتَ
تَعْدم في الأجواء ذا سَفـَهٍ *** يُحْصي الديون التي تَشـْكو ويَقـْضيها
قل
للملك "إدورد" أصبت غِنىً *** عن الهنود وإرلندا وما فيها
هذا
عرابي تمنى أن تقابلهُ *** وأن يَنالَ يَداً جَلَّت أياديها
فَمُرَّ
بإنكلترا تُزجي فيالِقَها *** وبالأساطيل تَدْوي في موانيها
ومُرَّ
بلندرةٍ تبدو بزينتها *** وتنجلي للبرايا في مَجاليها
فأين
"روبرس" منه إذ يُتَمِّمُها *** وأين "سيمور" منه إذ يوافيها؟
هذا
الذي يعرف الإفرنج صولتهُ *** والبَرُّ يعلمها والبحر يَدريها؟
وسله
بالله إن صافحت راحته *** ما نفسُهُ؟ ما مناها؟ ما مساعيها؟
وأين
أيْمانُهُ اللاتي أشادَ بها *** ألا يُحَكَّم فيها غيْرَ أهليها
وأن
يموت عزيزاً دون أرْبُعِها *** ولا يعيش ذليلاً في مغانيها
وقل
لنا بلسان النيل تُوجعُهُ *** والنفس إن صَغُرَت لا شَيءَ يُؤذيها
تلك
العظام بلا قبرٍ ولا كفن ٍ *** لولاك لم يَبْلَ في العشرينَ باليها
فَاقْرَ
السلام عليها حين تَنْدُبها *** وأمِّلِ العفوَ منها حين تَبكيها
وناجها
مرة في العمر واحِدَةً *** لو كان سهلاً عليها أن تناجيها
اوردتها
الموت لم تَبْلُغ بهِ شرفاً *** ولا توخيتَ بالأوطانِ تَنويها
يا
بن الحسينِ، حُسينٌ ماتَ من ظمأ *** وأنت محتـَفِلٌ بالنفس تـُرويها
أبوة
المصطفى ما زال يلبسها *** حرٌ قشيبُ ثياب العز ضافيها
حتى
تنازعها في مصر صِبْيتُها *** دَعوى، وحتى تَرَدَّتها غوانيها
وأصبحت
لجبان القوم مَنـْقَبة *** وزينةً لجهولِ القوم يُبديها
زعمت
أنك أولى من أعِزتهـا *** بها، وأحنى عليها من مواليها
وكنتَ
تطربُ إذ تتلى مَدائحـُها *** فأين دمعك إذ تُتلى مراثيها؟
تعليقات
إرسال تعليق