الهولوكوست وأكذوبة الأرقام الصهيونية
الهولوكوست وأكذوبة الأرقام الصهيونية
الهولوكوست كلمة يونانية تتكون من مقطعين هولوس وتعني الكل،
وكوستوس وتعني محروق، أي الكل محروق، وتعرف لدى اليهود باسم شواه أو هاشواه وتعني
الكارثة، وقد استطاع الكيان الصهيوني من إقرار يوم عالمي للاحتفال بذكرى كاذبة
تدعيها الحركة الصهيونية من خلال ما يعرف باسم "اليوم العالمي للهولوكوست"
تلك الذكرى التي قامت الأمم المتحدة باختيارها للاحتفال فيها بذكرى الإبادة
الجماعية التي قام بها النظام النازي في الحرب العالمية الثانية، ويتم الاحتفال بها
في 27 يناير من كل عام لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست والإبادة الجماعية التي قام
بها النظام النازي وحلفاؤه في الحرب العالمية الثانية، وفيها تم قتل 6 مليون
يهودي، و 5 مليون سلافي، و حوالي 3 مليون من البولنديين، وحوالي 200 ألف من شعب روما،
و 250 ألف شخص معاق جسدُا وعقليًا، ونحو 9آلاف من الرجال المثليين، وهذا اليوم كما
يدعون يصادف الذكرى الستين لتحرير معسكرات الاعتقال النازية وإنهاء الهولوكوست.
![]() |
توزيع اليهود في العالم |
تحاول الحركة الصهيونية ألا تظهر مسيطرة على تلك الذكرى وذلك
من خلال ملاحظة أن ذكرى الاحتفال لا تقتصر فقط على التنديد بالقتلى اليهود وإذا
كان إجمالي الضحايا الذين يتم الاحتفال بهم في ذلك اليوم حوالي 14.45 مليون يمثل
اليهود فيهم 41.5% فإنه يلاحظ أن التركيز منصب بشكل كبير على اليهود وقتلاهم في
تلك الذكرى، ولن نجد مثل هذا الصخب الذي يصاحب تلك الذكرى من جانب السلاف في شبه
جزيرة البلقان ودولها أو من جانب دولة بولندا أو من قبل شعب الرّوما (الغجر)،
ومحاولة لاجتذاب اهتمام جماعات أخرى مثل المعاقين جسديًا وعقليًا تم الزج بعدد
منهم في تلك المذبحة، وتم إضافة نحو 9آلاف من الشواذ والمثليين جنسيًا لاكتساب
زخمًا من قبل "مجتمع الميم" وهو ذلك الذي يضم العديد من أصحاب الميول
الجنسية الشاذة خاصة وأنهم أضحوا يمثلون نسبة ليست بالقليلة في المجتمعات الغربية
في ظل حصولهم على حقوقهم القانونية.
![]() |
محاكمة نورمبرج نوفمبر 1945- أكتوبر 1946 |
لا ننكر أن الحرب العالمية الثانية شهدت الكثير من القتلى
والضحايا فقد قدر أن عدد القتلى في تلك الحرب التي بدأت في 1 سبتمبر 1939 وانتهت
في 2 سبتمبر 1945 قرابة 62مليون ما بين عسكريون ومدنيون، وترتفع الأرقام لتصل إلى
قرابة 85 مليون يمثلون قرابة 2-2.7% من إجمالي سكان العالم المقدر حينذاك بنحو 3.1
مليار نسمة، كما أني لا أنكر أن اليهود بشر لهم الحق في الحياة والحرية والعيش
بكرامة، لكن ليس على حساب الآخرين، وأنهم بالتأكيد تعرضوا كغيرهم للقتل لكن
بالتأكيد ليس قتل ممنهج، وإذا كان النازيون قد جعلوا الجنس الآري على قمة الأجناس
البشرية فإن ما عدا الجنس الآري كان يأتي في مرتبة دنيا، وعلماؤهم الأنثروبولوجيون
على دراية ويقين أن اليهود ليسوا جنسًا بشريًا مستقلًا لكنهم خليط من البشر
يتوزعون على جميع سلالات العالم ويدينون بالديانة اليهودية، والسؤال هو هل كان في
أوربا وقتذاك خمسة ملايين يهودي؟ إذا كانت أوربا تضم هذا الرقم الضخم من يهود
العالم فماذا ابقت لباقي للعالم من اليهود؟
![]() |
وفيات يتم نقلهم من عربيات لوري إلى مقبرة جماعية |
طبقًا للمؤرخ الألماني أدولف هارنك Adolf Harnack فإن إجمالي عدد اليهود في بداية
القرن الأول الميلادي قدر بنحو 4.2 مليون يتوزعون كالتالي: مليون في مصر، ومثلهم
في سوريا والعراق، و 700 ألف في فلسطين، ونحو 1.5 مليون يتوزعون في باقي العالم
وقتذاك، وفي حلول القرن الثالث عشر الميلادي انخفض عدد اليهود في العالم إلى
مليونين نسمة، ويسعى المؤرخون إلى إدعاء أن عدد اليهود كان قد ارتفع إلى ثمانية
ملايين وأن ثورة باركوخبا اليهودي ضد الدولة الرومانية هي أحد أسباب ذلك التراجع
السكاني الكبير، متغافلين عن أن عدد اليهود في فلسطين وقتذاك لم يزد عن 700 ألف
يهودي!
وفيما بين القرن التاسع عشر والعشرين نجد أن هناك تقديرين
لإجمالي عدد اليهود في العالم، فهناك تقدير
الموسوعة البريطانية عام 1881 وقدرت عددهم بنحو 6.2 مليون نسمة، وهناك
الكتاب اليهودي السنوي الأمريكي لعام 1904-1905، وقدر عدد اليهود بقرابة 11 مليون
نسمة، الأمر الذي يعني أن اليهود قد تضاعف عددهم تقريبًا في خلال ربع قرن، وهناك
محاولة لتأكيد هذا المعدل السكاني الكبير من خلال الإدعاء بان عدد سكان أوربا قد
تضاعف خلال تلك الفترة أيضًا، هذا النمو السكاني الكبير يتناسى ما ذكرته الموسوعة
اليهودية من عمليات التحول الديني الكبير الذي كان في صفوف معتنقي الديانة
اليهودية، فقد تحول 2000 يهودي أربي كل عام إلى المسيحية خلال القرن التاسع عشر،
وزاد الرقم إلى 3000 آلاف في ثمانينات القرن ذاته، ولا ننكر وجود تحول مقابل من
المسيحية إلى اليهودية لكنه كان لا يزيد عن 500 سنويًا معظمهم من النساء المسيحيات
الذين تزوجن بيهود، ويرجع هذا التحول إلى مناخ الاضطهاد المسيحي لليهود ناهيك عن
رفض اليهود في كثير من الحالات الهوية اليهودية المنغلقة. وإن كان للهجرة خارج
أوربا أثرًا كبيرًا في وقف باب التحول اليهودي للمسيحية فإنه أدى إلى تضاؤل عدد اليهود
في القارة، فقد هاجر قرابة مليون يهودي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر
قاصدين الولايات المتحدة في المقام الأول ومن بعدها المملكة المتحدة.
![]() |
مدنيين صينيين يدفنون أحياء على يد الجيش الياباني |
على الرغم من كل هذه الأرقام التي تشير إلى تراجع أعداد اليهود في قارة أوربا نتيجة لعمليات التحول الديني إلى المسيحية أو الهجرة خارج
القارة إلى العالم الجديد، أو الهجرة المنظمة المعروفة باسم "عليا" إلى
دولة فلسطين العربية من خلال إقامة مستوطنات صهيونية على أرض فلسطين العربية، وقد
بدأت تلك الهجرات إلى فلسطين منذ أواخر الحكم العثماني، وعلى مدى قرن منذ تأسيس
أول مستوطنة صهيونية في فلسطين عام 1837 على يد اليهودي البريطاني لويس مونتفيوري،
إلى عام 1936 بلغ عدد اليهودي المهاجرين إلى فلسطين 365 ألف يهودي، فإن الموسوعة
اليهودية تشير بل تؤكد إلى أن عدد سكان اليهود في العالم تزايد من 11 مليون عام
1900 إلى 15 مليون عام 1942متناسين الحديث عن تلك الهجرات وما تعرض له اليهود من مشاكل
انعكس على أعدادهم خلال تلك الفترة.
تحاول الموسوعة اليهودية إثبات الهولوكوست من خلال أرقام تقدمها
توضح مقارنة لعدد اليهود في دول أوربا فيما بين 1900 و 1942 و 1970 و 2000 لتؤكد
على اختفاء اليهود بالكلية من عدد من الدول الأوربية رغم أنهم كانوا يقدرون فيها
بالملايين، فعلى سبيل المثال بلغ عدد اليهود في بولندا عام 1900 نحو 1.3 مليون
نسمة ليتضاعف سكانها مرة ونصف خلال اربعين عام إلى 3 مليون نسمة، ليختفوا كلية من
تعداد اليهود في عام 1970ليظهروا على استحياء مرة أخرى في عام 2010 بعدد لا يزيد
عن 3 آلاف يهودي، والأمر ينطبق على دول بلجيكا، وألمانيا، ولوكسمبرج، وسويسرا،
والنمسا، ويوغسلافيا "سابقًا"، والدانمارك، وبلغاريا، ورومانيا، ليصبح
عدد اليهود في قارة أوربا في عام 1970 نحو 3.2 مليون يهودي، و1.4 مليون يهودي في
عام 2010، وطبقًا لتلك الإحصائيات فإن عدد اليهود في عام 2010 يطابق تقريبًا عدد
اليهود في أوربا عام 1900.
وبالتالي فإن من يجيد أبجديات الرياضة وأهمها الطرح سوف يتوصل
حتمًا إلى أن الفارق بين عدد اليهود في أوربا عام 1942 والبالغ 9.2 مليون يهودي
وعددهم عام 1970 والمقدر بنحو 3.2مليون وهو ستة ملايين يهودي بالتمام قد ذاب في
أفران النازية الألمانية، لو سلمنا حقيقة أن بولندا كانت جنة اليهود في العالم،
فما هي الأسباب التي تحققت فيها ولم تتحقق في باقي الدول الأوربية لكي يتضاعف فيها
اليهود خلال أربعين عام، فلماذا لم يهاجر هؤلاء اليهود إلى الجزء الخاضع للاتحاد
السوفيتي من بولندا بعد تقسيمها بينه وبين ألمانيا، وكذلك لماذا لم يهاجروا إلى
الاتحاد السوفتي ذاته، وتركوا أنفسهم يعيشون في ظل نظام معروف عنه (كما يدعون) أن
قرر تخليص العالم من اليهود! بالفعل تعرض الكثير من اليهود للقتل على يد النازية الألمانية مثل غيرهم من سكان الدول التي سيطرت عليها، لكن الرقم لا يصل إلى ستة ملايين على الإطلاق
![]() |
زعيم النازية أدولف هتلر |
كانت هذه الأرقام الصادمة والمفبركة بداية لعملية إنكار لما عرف
باسم الهولوكوست، فاستنادًا إلى الإحصاءات الأوربية، آخذين في الاعتبار يهود
بولندا، فإن عدد اليهود لم يزد عن 6.5 مليون يهودي أوربي، وهذا الرقم يتفق إلى حد
كبير مع تقديرات الموسوعة البريطانية التي قدرت عدد يهود العالم في عام 1900 بنحو
6.2 مليون، كذلك فإن إحصائيات الهجرة تشير إلى نزوح ضخم لليهود من أوربا نحو
العالم الجديد، وإلا كيف يتواجد الآن في الأمريكتين 6مليون يهودي، فقد كان عدد
اليهود في الأمريكتين في بداية القرن العشرين لا يزيد كثيرًا عن 1.5مليون يهودي،
والقول بأن هذه الزيادة ناتجة عن زيادة طبيعية أمر غير مؤكد في ظل تراجع معدلات
المواليد في تلك الدول المتقدمة بشكل كبير، ويمكن مقارنة ذلك من خلال مقارنة
معدلات النمو السكاني لدول الأمريكتين ذاتها، فالولايات المتحدة الأمريكية تزايد
سكانها من 76 مليون إلى 328 خلال نفس الفترة، وهذه الزيادة لا تعود إلى الزيادة
الطبيعية بل تدعمها الزيادة غير الطبيعية، فمنذ خمسينيات القرن العشرين بدأت
الولايات المتحدة في استقبال مليون مهاجر شرعي بعد أن كانت تستقبل 250 الف سنويًا،
وذلك لتعويض النقص في معدلات الزيادة الطبيعية، حيث تزيد معدلات الوفيات على
معدلات المواليد، وذلك راجع لتناقص معدلات الخصوبة في عام 2010 إلى نصف ما كان
عليه الأمر عام 1900 أي 1.9% مقابل 3.6%.
ومن مبررات الإنكار عدم وجود وثائق تؤكد حدوث مثل تلك المأساة،
وأن الأفران التي اعتمد عليها في محاكمة النازيين الشهيرة بمحاكمة نورمبرج أفران
صغيرة لا يمكن أن تستخدم لإحراق هذه الملايين الستة وأنها إن استخدمت فقد كانت
لحرق الوفيات الناتجة عن مرض التيفوئيد، كما أن الصور التي عرضت في المحاكمة هي
صور لضحايا ألمان في مدينة درسدن لتوثيق ما قام به التحالف من تدمير لتلك المدينة
والقضاء على سكانها حيث لم يبق إلا 10آلاف فقط من إجمالي 35 ألف، كذلك يدعي البعض
أن الاتحاد السوفيتي وقتذاك كان قد ضخم من تلك الحوادث كي يبعد عن نفسه شبح
التحقيق في معتقلات الجولاج، كذلك فإن اليهود شاركوا في الأمر لرفض الفكرة
الألمانية الساعية لجعل مدغشقر وطن بديل لليهود، في حين أن اليهود والدول الغربية
وعلى رأسهم بريطانيا والولايات المتحدة كانت ترى في فلسطين أرض الميعاد.
![]() |
احدى الصور التي قدمت في محاكمة نورمبرج دليل على الهولوكوست |
هذا وقد تعرض كثير من الكتاب والمثقفين والمؤرخين الأوربيين والأمريكيين
لمحاكمات ومطاردات جراء نفيهم لما اشتهر باسم الهولوكوست، ويعد روجيه جارودي
الفيلسوف الفرنسي المسلم واحد من ضمن من تعرض للمحاكمة من قبل معادي السامية، وذلك
لإصدار كتاب "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل" وكان قد أكد أن
الهولوكوست وما يدعيه اليهود هو أحد تلك الأساطير، وقد صدر بحقه عام 1998 من أحد
المحاكم الفرنسية حكمًا بالسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ.
![]() |
روجيه جارودي |
وعلى الرغم من ذلك تظل الحركة الصهيونية فعالة ونشطة في تأكيد
الهولوكوست بل إنها حصلت على تعويضات هائلة من ألمانيا والنمسا جراء تلك
الإدعاءات، وكانت المساعدات الألمانية لإسرائيل في الستينيات على أشدها ولم يعلن
عنها غير مؤخرًا، الأمر الذي جعل كثير من المسئولين الإسرائيلين يتغنون بفضل
ألمانيا عليهم قائلين: إذا كانت أمريكا أعطتنا السلاح ولم تعطتنا المال، وفرنسا
أعطتنا السلاح مقابل مال، فإن ألمانيا أعطتنا السلاح والمال. ويقدر التعويضات التي
حصلت عليها إسرائيل واليهود من ألمانيا طبقًا لاتفاقية لوكسمبورج الموقعة عام 1952
قرابة 3 مليار مارك دفعتهم ألمانيا لإسرائيل على مدى 12 عام، كذلك تعهدت بأن تدفع
معاش شهري لكل يهودي أينما كان يثبت أنه تعرض لمطاردة الحكم النازي في أوربا منذ
عام 1933 وحتى الحرب العالمية الثانية.
تعليقات
إرسال تعليق