مئوية الخيانة والنذالة: الأمير فيصل بن الحسين والصهيونية العالمية


مئوية الخيانة والنذالة
الأمير فيصل والصهيونية العالمية
من دواعي الأسف أن أقدم ترجمة هذا الخطاب الذي أرسله الأمير فيصل بن الشريف حسين ملك الحجاز إلى فليكس فرانكفورتر ذلك المحامي الأمريكي النمساوي الأصل الذي كان له دورًا كبيرًا في الوفد الأمريكي المبعوث إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919، وتشير المكتبة اليهودية الإفتراضية أن فيلكس فرانكفورتر كان نشطا في القضايا الصهيونية، وشارك في مراسلات مع الزعيم العربي الأمير فيصل، حيث عبر فيصل عن دعمه للحركة القومية اليهودية. والمكتبة الافتراضية اليهودية هي التي أكدت على ذلك الدور الرئيس للفرانكفورتر ولن نجد في الصفحة الخاصة بفليكس فرانكفورتر على موسوعة ويكيبيدا على سبيل المثال أي حديث عن هذا الدور.
فليكس فرانكفورتر
ومصدر هذا الخطاب يعود إلى تلك اليوميات التي سجلها ريتشارد ماينر تسهاجن تحت عنوان "يوميات الشرق الأوسط فيما بين 1917-1956، وتسهاجن واحد من أنشط رجال المخابرات البريطانية في منطقة الشرق الأوسط، وقد التحق خلال الحرب العالمية الأولى بفريق اللورد اللنبي حيث قاد قوة التجريدة المصرية للاستيلاء على فلسطين وسوريا فيما بين عامي 1917-1918، وفي وقت لاحق انضم تساهجن إلى عضوية وفد مملكة الحجاز، الذي كان برئاسة الأمير فيصل، إلى مؤتمر الصلح في باريس، كما عمل ككبير المسئولين السياسيين في فلسطين والمستشار العسكري لقسم الشرق الأوسط في إدارة المستعمرات، وكان لتسهاجن دورًا كبيرًا في وضع الإطار السياسي لدولة فلسطين الحديثة التي كانت تريدها وتسعى إليها الحركة الصهيونية، ومما يذكر أنه اتهم "وايزمان" بأنه ليس على درجة كبيرة من الصهيونية، وغير حريص على مصالح الصهيونية، وذلك حينما اكتفى بحدود سياسية لفلسطين لم تشمل سيناء، واعتقد تسهاجن أنه كان من الممكن أن تحصل الصهيونية على سيناء مع فلسطين من خلال إعادة الحديث حول الفكرة القديمة الخاصة بسيناء وخريطة فرمان 1841 التي أرسلها الباب العالي إلى محمد علي، وأراد أن يؤكد على أن سيناء كانت تحت إدارة مصر وليست جزءًا منها.
الشريف حسين بن علي شريف مكة
والخطاب دليل على علاقات تآمر وخيانة ليس لها وصف، فبعد أن قادت أسرة الشريف حسين الثورة العربية عام 1916، وكان لها دورًا كبيرًا في هزيمة القوات العثمانية في الحجاز والشام، كما كان لهذه الثورة أثرها السيء على الهجوم العثماني عبر سيناء على القوات البريطانية وأدى لفشل محاولتهم عبور قناة السويس لتلكؤ الشريف حسين في مساندة الجيش العثماني، ولم يكتف الأمير فيصل بعلاقاته ومراسلاته ووالده مع مكماهون وحاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية فيما بين 1920-1946


نص الخطاب
إلى فليكس فرانكفورتر
باريس 1/3/1919       
أريد ان اغتنم هذه الفرصة لأول اتصال لي مع الصهاينة الأمريكيين لأقول لهم ما كنت عادة قادرًا على قوله للدكتور وايزمان في الماضي، فنحن نشعر بأن العرب واليهود وكلاهما أبناء عمومة قد عانوا من اضطهاد مماثل على أيدي قوى أقوى منهم، وبمصادفة سعيدة فإنهما قادران على اتخاذ الخطوة الأولى نحو أمانيهم الوطنية سويًا.
فنحن العرب، وخاصة المتعلمين بيننا، ننظر بعطف شديد نحو الحركة الصهيونية، ووفدنا المتفاوض هنا في باريس على إطلاع تام على المقترحات المقدمة بالأمس من قبل المنظمة الصهيونية لمؤتمر السلام، ونحن نعتبرها معتدلة ومنطقية. نحن سوف نبذل قصارى جهدنا، بقدر ما نستطيع، لكي نساعدهم من خلال: سوف نتمنى لليهود الحصول على الوطن المضياف البار بهم.  
وقد كان لدينا علاقات متواصلة ووثيقة مع رئيس حركتكم، وبشكل خاص الدكتور ويزمان. وكان مساعدًا كبيرًا لقضيتنا، وأتمنى أن يكون العرب في وضع يمكنهم من رد جميل صنعه في وقت قريب. فنحن نعمل سويًا من أجل إحياء وإصلاح الشرق الأدنى، وحركتينا تكملان بعضهما البعض. وأعتقد أن الحركة اليهودية حركة قومية وليست إمبريالية، وهناك سعة في سوريا لكل منا. لذا فإني أعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك نجاح لأحدهما دون الأخرى. و

فيصل بن الشريف حسين في مؤتمر الصلح بفرنسا 1919

وهؤلاء الذين يعانون نقص المعرفة والمسئولية مقارنة بقيادتنا وقيادتكم، يتجاهلون مدى الفائد العائدة على التعاون المشترك بين العرب والصهيونية، كما أنهم يسعون لاستغلال الصعوبات المحلية التي لابد لها وأن تظهر في فلسطين خلال المراحل المبكرة لحركاتنا. وأخشى من أن البعض منهم لديهم سوء فهم لأهدافكم تجاه المزارعون العرب، وكذلك أفكارنا نحن تجاه المزرعون اليهود، والنتيجة أن هذه الأطراف المعنية أصبحت قادرة على البناء على ما يدعونه اختلافاتنا.  
أود أن أؤكد لك على اقتناعي الراسخ بأن هذه الاختلافات لا تمت بصلة للقضايا المبدئية ولكنها تذهب إلى المسائل التفصيلية مثلما يحدث حتمصا بين كل الشعوب المتجاورة، ويتم تعديلها بسهولة عبر النيات الطيبة، وحتمًا فإن جميع هذه القضايا سوف تنتهي مع التفاهم المتزايد بيننا.  كما أتطلع أنا وشعبي معًا إلى المستقبل الذي سنتبادل فيه المساعدة، بحيث تأخذ دولنا محط إهتمامتنا مكانتها اللائقة مرة أخرى وسط شعوب العالم المتحضرة.
                                                                                                       صديقك المخلص، فيصل


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بن خلدون ونظرية النمو السكاني

اللامدرسية "التمدرس المنزلي" De Schooling

حجاج الخضري ... قائد أهالي الرميلة في حرب 1805 "الأهلية"