د. ياسر سيد ـ المعرفة خير رفيق

إن بيت الله الحرام قد جعله الله -تعالى- مهوى للأفئدة؛ فلا ينقطع الشوق لزيارته، وملء العيون بأنواره، والبشرية جيلاً بعد جيل يصطفي الله منها من يزوره في بيته، وقلما يخلو هذا البيت من الزوار. ولكن التاريخ قد سجّل أوقاتًا لم يحج الناس فيها إلى البيت العتيق. وذلك على العكس من البيت المعمور، الذي لا يخلو أبدًا أبدًا من الزائرين من الملائكة منذ الأزل وحتى قيام الساعة. ففي حديث المعراج وبعد وصول النبي -صلى الله عليه وسلم- للسماء السابعة رفع له البيت المعمور، فسأل جبريل -عليه السلام- عنه فقال: “هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم. وباستقراء كتب التاريخ وقفنا على بعض الأوقات التي خلا فيه البيت العتيق من الزوّار كليًّا أو جزئيًّا. والخلو الكليّ للبيت العتيق -فيما أرى- لا يعني أنه لم يزر البيت زائر، ولكني أظن أنه قد تعطل وصول الوفود من أغلب الأقطار؛ إذ لا يمكن أن يتصور أن أهل مكة لن يتمكنوا من الحج والزيارة، وهم أهل الحرم الأصلاء. وهذا الخلو الكليّ قليل جدًّا، ونادر الحدوث في هذه الأمة. لكن الخلو الجزئي هو الذي تكرر كثيرًا؛ إذ لا تستطيع جهة من الج...

نتابع أصدقائي القراء للعام الرابع على التوالي سويًا نتائج مجلة فوربس العالمية بالنسبة لأثرياء العالم والوطن العربي، وبالرغم من الأزمات التي تضرب العالم والركود الذي يصيب الأسواق العالمية، وحرب روسيا وأوكرانيا، إلا أن أثرياء العالم لم يتوقفوا عن جمع المال، وإذا كانت هذه القائمة تضم عددًا أقل من مليارديرات العالم مقارنة بالعام الماضي 2021 بنحو 87 مليارديرًا، إلا أن ثروات 1000 ملياردير في هذا العالم أكبر مما كانت عليه العام الماضي، بل ظهرت في القائمة دولًا جديدًا وأشخاص جدد في القائمة من باربادوس وبلغاريا واستونيا وأوروغواي. بلغت ثروة أثرياء العالم لهذا العام 12.7 تريليون دولار بانخفاض قُدر بنحو 400 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي، وهذا الانخفاض يرجع إلى تراجع عدد مليارديرات روسيا في القائمة، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا وتعرض الكثير من أصحاب الثروات الروس القريبين من الرئيس بوتين للتضيق عليهم من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك تراجع عدد أثرياء الصين بسبب الحملة التكنولوجية التي شنتها الحكومة الصينية والتي أدت لتراجع عدد مليارديرات الصين في القائمة. ولا زالت الولايات المتحدة ال...

  موسى بن بك أو موزمبيق لم يكتف الاستعمار الأوروبي بالقضاء على الحضارات التي كانت قائمة في الدول التي قام باحتلالها، أو استنزاف مواردها وثرواتها البشرية والطبيعية على حدٍ سواء، بل سعى إلى تغيير هوية الكثير من تلك الدول ومسخ شخصيتها التي تكونت على مر مئات السنين، فساهم في تدمير تلك الدول وتأخيرها ووسمها بالعالم الثالث أو العالم المتخلف، وهي من تلك التسميات والمسميات براء، وإن كان هناك من هو جدير بتلك التسمية فهم هؤلاء الأوروبيون الذين اوقعوا بتلك الدول والشعوب في بؤرة التخلف هذه بتدميرهم ذاتيًا وحضاريًا، ووأدهم بشريًا من خلال تجارة الرقيق التي تُعد أكبر ذنوب العالم الغربي والتي لم يتبرأ منها حتى الآن أو يعلن حتى أسفه على قيام أجدادهم بها، فكانت نزيفًا بشريًا وعقليًا انعكس على دول القارة وشعوبها بشكل كبير لا زالت تعاني منه حتى الآن. ومن تلك الدول النماذج التي عانت من الاستعمار الأوروبي دولة موزمبيق، تلك الدول الإفريقية التي تقع في جنوب شرق قارة أفريقيا على ساحل المحيط الهندي، وتحدها دول تنزانيا من الشمال، ومالاوي وزامبيا من الشمال الغربي، وزيمبابوي من الغرب، وسوازي لاند وجنوب أفر...