فوربس 2022 والأثرياء العرب

نتابع أصدقائي القراء للعام الرابع على التوالي سويًا نتائج مجلة فوربس العالمية بالنسبة لأثرياء العالم والوطن العربي، وبالرغم من الأزمات التي تضرب العالم والركود الذي يصيب الأسواق العالمية، وحرب روسيا وأوكرانيا، إلا أن أثرياء العالم لم يتوقفوا عن جمع المال، وإذا كانت هذه القائمة تضم عددًا أقل من مليارديرات العالم مقارنة بالعام الماضي 2021 بنحو 87 مليارديرًا، إلا أن ثروات 1000 ملياردير في هذا العالم أكبر مما كانت عليه العام الماضي، بل ظهرت في القائمة دولًا جديدًا وأشخاص جدد في القائمة من باربادوس وبلغاريا واستونيا وأوروغواي.

بلغت ثروة أثرياء العالم لهذا العام 12.7 تريليون دولار بانخفاض قُدر بنحو 400 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي، وهذا الانخفاض يرجع إلى تراجع عدد مليارديرات روسيا في القائمة، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا وتعرض الكثير من أصحاب الثروات الروس القريبين من الرئيس بوتين للتضيق عليهم من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك تراجع عدد أثرياء الصين بسبب الحملة التكنولوجية التي شنتها الحكومة الصينية والتي أدت لتراجع عدد مليارديرات الصين في القائمة. ولا زالت الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المركز الأول من حيث عدد الأثرياء بالقائمة بعدد 735 مليادرير، بثروة تبلغ 4.7 تريليون دولار، كما تحتل المركز الأول من حيث أغنى أغنياء القائمة والعالم ممثلة في أيلون ماسك بثروة قُدرت بـ 219 مليار دولار، ثم تأتي الصين في المركز الثاني بعدد 607 ملياردير، بثروة تبلغ 2.3 تريليون دولار. وبنظرة عامة على العالم وقاراته فإن أغنى رجل في قارة أمريكا الشمالية هو بالطبع أغنى رجل في العالم ايلون ماسك، 219 مليار دولار، وفي قارة أوربا يأتي الفرنسي برنارد أرنولد بثروة تبلغ 158 مليار دولار، وفي قارة آسيا يأتي موكيش امباني من الهند بثرورة تبلغ قرابة 71 مليار دولار، وفي قارة أستراليا تأتي جينا رينهارت بثروة تبلغ 30.2 مليار دولار ، وفي قارة أفريقيا النيجيري أليكو دانجوت بثروة تبلغ 17 مليار دولار، وفي قارة أمريكا الجنوبية البرازيلي إدواردوا سافارين بثروة تبلغ 10.6 مليار دولار، لكن إذا تعاملنا مع الواقع الثقافي للأمريكتين، فيأتي كارلوس سليم الحلو المكسيكي في قارة أمريكا اللاتينية، باعتباره الأغنى بثروة تبلغ 81.2 مليار دولار.

ظهرت في القائمة أسماء أثرياء العرب من سبعة دول عربية؛ مصر، لبنان، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الجزائر، المغرب، سلطنة عُمان. لا زالت مصر تمثل بستة من الأثرياء في القائمة، ويشاركها في هذا العدد لبنان، وإن كان إجمالي ثروت الأثرياء المصريين أكبر من أثرياء لبنان، حيث تبلغ 18.3 مليار دولار، مقارنة 12.6 مليار دولار. وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في قائمة هذا العام على قمة ثروات أثرياء الدول العربية حيث قدرت ثروات اثريائها بقرابة 30 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى وجود رائد الأعمال المليادرير الروسي الأصل بافل دروف، الذي حصل على الجنسية الإماراتية، في فبراير من عام 2021. ويساهم بافل دروف بنحو نصف ثروة أثرياء الإمارات في القائمة، حيث تبلغ ثروته منفردًا بنحو 15.1 مليار دولار. ولا زالت الصفة المميزة لأثرياء مصر ولبنان مستمرة، حيث العائلات تهيمن على الثروة بشكل واضح، ففي مصر لازالت عائلة ساويرس ممثلة في نصيف ونجيب ساويرس (7.7 و 3.4 مليار دولار)، وعائلة منصور بأعضائها الثلاث، محمد ويوسف وياسين (2.5، ، 1.5، 1.1 مليار دولار). وفي لبنان هناك عائلتي ميقاتي ممثلة في نجيب وطه ميقاتي (3.2، 3.2 مليار دولار)، وعائلة الحريري ممثلة في بهاء وايمن وفهد الحريري (2.1، 1.4، 1.2 مليار دولار). ويكمل القائمة المصرية الملياردير محمد الفايد (2.1)، ويكمل القائمة اللبنانية الملياردير روبرت معوض.

أما في دولة الإمارات حيث تتكون القائمة من أربعة بالإضافة إلى بافل دروف يوجد حسين سجواني، عبد الله الغرير، عبد الله الفطيم (2.7، 2.6، 2.5 مليار دولار). وتمثل دولة المغرب بكل من عزيز أخنوش و عثمان بنجلون (2، 1.3 مليار دولار)، وتمثل قطر بكل من فيصل بن قاسم آل ثاني، و حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني (2.1، 1.2 مليار دولار)، في حين تظهر دولة الجزائر من خلال الملياردير يسعد ربراب (5.1 مليار دولار) وسلطنة عُمان من خلال سهيل بهوان (2.5 مليار دولار).

يبلغ إجمالي ثروات الأثرياء العرب في قائمة هذا العام 66 مليار دولار، ومن الواضح أنه باستبعاد ثروة الملياردير الروسي الأصل بافل دروف (15.1 مليار دولار)، فإن ثروة الأثرياء العرب في قائمة هذا العام (50.9 مليار دولار) تُظهر تراجع عن العام الماضي والتي بلغت آنذاك (53.4 مليار دولار).