المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2020

ثلج الشام لرفاهية السلطان

صورة
ثلج الشام لرفاهية السلطان في أشهر الصيف تستطيع بسهولة أن تفتح الثلاجة بجوارك وتحصل على كوب ماء مثلج، أو قطع من الثلج تضعها في كوب الماء أو العصير الذي تريد أن تشربه، هذه الرفاهية التي تعيشها الآن لم يكن ملوك وسلاطين مصر يعيشونها، وكانوا يفتقدون إلى ما تعتقد أنه من الأمور العادية والبسيطة التي نعيشها الآن، فإذا كان الثلج من المواد التي كان يفتقدها حكام مصر فكيف كان برعيتهم، لقد كان الحصول على قربة من الماء في بعض شهور السنة بمصر، خاصة وقت التحاريق أو ضعف وتراجع فيضان النيل، يعد من الأماني، ناهيك عن أن تكون مياه باردة أو مثلجة. لكن رغم الصعوبة في الحصول على الثلج فإن ملوك وسلاطين مصر بذلوا من أجل رفاهيتهم الكثير، وفي المجلد الرابع عشر والأخير من كتاب صبح الأعشى لصناعة الإنشا تأليف الشيخ أبي العباس أحمد القلقشندي (756ه / 1355–812ه/ 1418م)، تناول الكاتب جانب من جوانب تلك الرفاهية التي كان يعيشها ملوك وسلاطين مصر في ذلك الوقت، وهذه الرفاهية تمثلت في شرب الماء وما شابهه مثلجًا، وذلك من خلال إحضار الثلج من بلاد الشام. فمع ارتفاع درجات الحرارة في مصر في فصل الصيف كان أهل السلطة والجاه...

جامع المؤذي الشهير بجامع تغري بردي

صورة
جامع المؤذي الشهير بجامع تغري بردي تمتلئ القاهرة بالعديد من المساجد والجوامع التاريخية، وهذا أمر لا جدال فيه حيث أنها من المدن ذات النشأة المبكرة في تاريخ الإسلام، فكانت البداية ببناء مدينة الفسطاط بُعيد دخول عمرو بن العاص مصر وفتحها وضمها لدولة الخلافة الإسلامية، وذلك سنة 20ه/641م، وكان بناء الجامع العتيق فيها والذي أُشتهر فيما بعد باسم جامع عمرو بن العاص، ثم تم بناء مدينة العسكر إلى الشمال من مدينة الفسطاط وذلك في بداية عهد الدولة العباسية 133ه/750م، ثم كانت المدينة الثالثة وهي مدينة القطائع التي قام ببنائها أحمد بن طولون كي تكون مركزًا لجنوده، فكان بناءها سنة 256هـ /870م، وذلك في المسافة الواقعة بين مدينة العسكر وجبل المقطم، بالقرب من قبل يشكر ، والذي فوقه تم بناء جامع أحمد بن طولون، ثم كان بناء مدينة القاهرة إلى الشمال الشرقي من مدينة الفسطاط على يد جوهر الصقلي قائد جيوش الدولة الفاطمية سنة 358ه/969م، وجامعها الشهير الجامع الأزهر. (خريطة القاهرة في بداية القرن 16 عند القبطان بيري ريس (يلاحظ أن اتجاه الشمال في أسفل الخريطة كان بعض تلك المدن ذات طابع عسكري في بادئ الأمر ...

أحمد عرابي وعلي مبارك: أيهما أجدى لمصر؟

صورة
أحمد عرابي و علي مبارك أيهما أجدى لمصر؟ كلاهما نموذج لمصر التي كانت تسعى كي ترتقي في سلم المدنية والحضارة، وتزاحم غيرها من الأمم التي سبقتها، ليس لفضل أو ميزة عليها، ولكن لطبيعة الأحداث التاريخية وصيرورتها، كلاهما من أبناء القرن التاسع عشر، ذلك القرن الذي شهد نهضة كبيرة في مصر على يد محمد علي، لكن ما فات محمد علي أن يحققه بشكل فعال هو أن يبني الإنسان المصري كبنائه للعمائر ، أن يصل المصري بماضيه ويفتح له آفاق أرحب في تنسم الحرية ويجعله قادر على أن يحافظ على ما حققه، وأن يواصل عمله في سبيل تحقيق مستقبل أفضل قائم على العلم والعمل، يوازن بين متطلبات مصر الداخلية والخارجية، ليس همه التوسع والاستيلاء لكن هدفه التنمية والاكتفاء. محمد علي باشا كان علي باشا مبارك أكبر من أحمد باشا عرابي بنحو عقدين من الزمن، فقد ولد علي بن مبارك بن مبارك بن سليمان بن إبراهيم الروجي في قرية برنبال الجديدة التابعة في الوقت الحالي لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية عام 1823م، في حين أن أحمد بن محمد بن عرابي بن محمد بن وافي الحسيني ولد في قرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية عام 1841م، ك...