الأثرياء العرب في مجلة فوربس لعام 2021

أثرياء العرب في مجلة فوربس لعام 2021

مع متابعتي لأثرياء العرب في مجلة فوربس العالمية للعام الثالث على التوالي، وعلى الرغم من التأخر في هذه المتابعة، حيث أن هذه القائمة الجديدة صدرت في شهر مارس من هذا العام، إلا أن على الرغم من هذا التأخر رأيت ألا أترك هذه المتابعة السنوية للوقوف على مليارديرات عالمنا العربي، وما طرأ على تغيرات في قائمتهم وثرواتهم لهذا العام.

لنلقي نظرة سريعة على أثرياء العالم في هذه القائمة بوجه عام، بلغ مجموعة الأثرياء في هذه القائمة، والتي تزيد ثروتهم عن مليار دولار، 2755 ملياردير، وهذا الرقم يزيد عن قائمة العام الماضي والتي كانت تضم 2095، أي أن هناك زيادة بلغت 660 ملياردير، وعاد للقائمة من جديد 250 ملياردير سقطوا منها العام الماضي. لا زالت الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المقدمة بعدد المليارديرات في هذه القائمة بعدد 724 ملياردير، تليها الصين بعدد 698 ويلاحظ أن عدد مليارديرات الصين في تزايد، حيث أن الزيادة التي في القائمة لهذا العام تضم 210 صيني. وهذا أمر طبيعي، في ظل ملاحقة اقتصاد الصين لاقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وتزايد إجمالي ناتجها القومي الذي يقترب من 17 تريليون دولار مقارنة بـ 22 تريليون دولار للولايات المتحدة.

برنارد ارنو

يبلغ إجمالي ثروة هؤلاء جميعا 13.1 تريليون دولار، بزيادة أكثر من 5 تريليون دولار عن العام الماضي، حيث قدرت ثروتهم بـ 8 تريليونات فقط، وهذا يشير إلى أن ثروات هؤلاء الأثرياء في تزايد مستمر، بل قائمة العام الماضي أوضحت أن ثروتهم في تزايد على الرغم من جائحة كورونا، واستفاد الكثير من الجائحة، وبشكل خاص هؤلاء الذين يعملون في مجال التجارة الالكترونية والتكنولوجيا، حيث زادت ثروة جيف بيزوس، صاحب شركة أمازون العملاقة، للتجارة الالكترونية، المتربع على قائمة الأثرياء للعام الرابع على التوالي،  من 113 مليار دولار إلى 177 مليار دولار، وعلى الرغم من هذه الزيادة التي احتل بها مقدمة الترتيب في قائمة المجلة إلا أنه الآن تراجع للمركز الثاني ليسبقه برنارد ارنو، الفرنسي، المتخصص في الماركات والعلامات التجارية الفاخرة، وتقدر ثروته الآن نحو 193.5 مليار دولار.

والآن لنذهب إلى قائمة الأثرياء العرب طبقًا لقائمة مجلة فوربس، في هذا العام اختفت دولة عربية من القائمة وهي دولة الكويت باختفاء قتيبة آل غانم من القائمة، وأصبح عدد الدول العربية الممثلة في القائمة سبع دول عربية فقط بعد أن كان العدد ثمان في العام الماضي، وتتمثل الدول العربية في: مصر، الجزائر، المغرب، لبنان، قطر، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عُمان.

لا زالت مصر في مقدمة الدول العربية من حيث عدد ممثليها في القائمة ومن حيث إجمالي ثرواتهم، حيث يمثل مصر في القائمة ستة من المليارديرات، ومجموع ثروة هؤلاء تبلغ 18.4 مليار دولار، تأتي عائلة ساويرس في مقدمة العائلات العربية والمصرية، ولا تكتفي بذلك بل يمثلها ناصف ساويرس أغنى الأثرياء العرب والمصريين، طبقًا للقائمة، بثروة تبلغ 8.3 مليار دولار، يحتل بها المركز 297 في القائمة، ثم نجيب ساويرس بـ 3.2 مليار دولار، ثم يأتي محمد منصور ممثل عائلة آل منصور، ثاني أغنى العائلات المصرية بعد عائلة ساويرس، بثروة 2.5 مليار دولار، ثم محمد الفايد بـ 1.8 مليار دولار، ثم باقي أعضاء عائلة منصور، يوسف وياسين منصور بثروة 1.5 و 1.1 مليار دولار على الترتيب.

ياسين منصور

تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثاني من حيث إجمالي ثروة ممثليها، حيث يبلغ مجموعة ثروتهم 11 مليار دولار، ويمثلها في القائمة أربعة أثرياء، تأتي عائلة الفطيم بثروة تبلغ 5.8 مليار دولار، ويمثل العائلة ماجد الفطيم 3.6 مليار، وعبد الله 2.2 مليار، وعبد الله الغرير بثروة 2.8 مليار، وحسين سجواني 2.4 مليار دولار.

ثم تأتي لبنان في المركز الثالث من حيث إجمالي ثروة ممثليها في القائمة، وإن كان لديها نفس عدد قائمة مصر، ستة مليارديرات يبلغ مجموع ثروتهم 10.8 مليار دولار، تظهر عائلة ميقاتي، أغنى العائلات اللبنانية ويمثلها نجيب وطه ميقاتي بثروة تبلغ 5 مليار دولار، و2.5 مليار دولار لكل منهما، ثم عائلة الحريري بثروة تبلغ 4.4 مليار دولار تتوزع على بهاء الحريري 2 مليار، وأيمن الحريري 1.3 مليار، وفهد الحريري 1.1 مليار، ويأتي روبرت معوض كرابع أثرياء لبنان في القائمة الخاصة بلبنان بثروة تبلغ 1.4 مليار دولار.



نجيب ميقاتي

وتأتي الجزائر بالمركز الرابع بممثل واحد في القائمة وهو يسعد ربراب، وتبلغ ثروته 4.8 مليار دولار وهو بذلك ثاني أثرياء العرب بعد ناصيف ساويرس ويحتل المركز 589 بقائمة فوربس، ثم تأتي المغرب بالمركز الخامس بثروة تبلغ 3.2 مليار دولار ولها ممثلين هما عزيز أغنوش 1.9 مليار دولار، وعثمان بنجلون 1.3 مليار دولار.

عزيز أغنوش

وفي المركز الخامس تأتي دولة قطر بثروة 2.9 مليار دولار، من خلال ممثليها فيصل بن قاسم الثاني 1.6 مليار دولار، وحمد بن قاسم الثاني، الذي ظهر في قائمة هذا العام، بثروة تبلغ 1.3 مليار دولار، وفي المركز السادس دولة سلطنة عمان بثروة 2.3 مليار دولار من خلال ممثلها في القائمة سهيل بهوان.

ويلاحظ أنه من خلال مقارنة إجمالي ثروة هؤلاء الأثرياء التي تبلغ 53.4 بالعام الماضي يلاحظ أن إجمالي الثروة زاد ملياري دولار عن العام الماضي فقط ، وهي زيادة بسيطة، بل إن الأرقام الخاصة بهؤلاء الأثرياء يلاحظ أنها تراجعت في مجملها فيما عدا أفراد عائلة ساويرس، ويسعد ربراب الجزائري، وعائلة ميقاتي اللبنانية، وممثلي دولة المغرب أغنوش وبنجلون.

ومن الملاحظ أن الجزء الأكبر من استثمارات هؤلاء الأثرياء تأتي في مجالات عائدها يعود بشكل كبير بالنفع على أصحاب المال التجارة مثل العمل بمجال تجارة التجزئة، والمقاولات، والسياحة، والاتصالات، وأتمنى أن يتجه هؤلاء الأثرياء بأموالهم للعمل في مجالات تكنولوجية كبيرة في وطننا العربي، وكذلك الاستثمار في قطاعات إنتاجية حقيقية مثل الزراعة والصناعة التي توفر احتياجات سكان العالم العربي ودوله، وتحقيق دخل حقيقي من خلال التصدير للخارج.

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بن خلدون ونظرية النمو السكاني

اللامدرسية "التمدرس المنزلي" De Schooling

حجاج الخضري ... قائد أهالي الرميلة في حرب 1805 "الأهلية"