يارب يا غني ... أنا عبد الغني
يا رب يا غني .... أنا عبد الغني يقول لي حاولت أن أنام لكني لم أستطع، لا أملك مالًا وأعيش في مدينة غريبة لا أعرف فيها أحدًا، قمت من سريري متكاسلًا فطالبتني زوجتي بقائمة طويلة من المطالبات: لبن للطفل، وإفطار، وخضار ولحم أو فراخ لوجبة الغذاء، ولا تنس أن تحضر شاي وسكر، وهو في انتظار اكتمال تلك القائمة يقول لزوجته هل تريدين شيء آخر؟ هل هناك شيء ناقص لم تذكريه؟ حاولت أن أتعايش معه ذلك الموقف المؤلم وأنا أقول له قل لها ليس معي مال لكل تلك الطلبات، قل لها إن كان معها بعض النقود لحين حصولك على راتبك، لكنه نظر لي وقال: هذا لا شأن لها به، فأنا الرجل وأنا المطالب بتلك الأمور. خرج من البيت وأنا أحاول جاهدًا أن أسير إلى جواره في تلك القصة التي يرويها لي كي أتعايش معه وأعلم منه ماذا حدث له؟ نحن الآن نسير في أحد شوارع مدينة العياط بمحافظة الجيزة في عام 1984، قلت له بالتأكيد لديك أصدقاء في تلك المدينة، فلما لا تطلب منهم بعض النقود لحين حصولك على المرتب؟ خاصة وأنك تعمل في شركة الحديد والصلب وهي شركة مشهود لها بالانضباط في الجانب المالي. قال لي لم أعتد على ذلك الأمر ولم أطلب من أي زميل لي في العمل ...