المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2018

يارب يا غني ... أنا عبد الغني

يا رب يا غني .... أنا عبد الغني يقول لي حاولت أن أنام لكني لم أستطع، لا أملك مالًا وأعيش في مدينة غريبة لا أعرف فيها أحدًا، قمت من سريري متكاسلًا فطالبتني زوجتي بقائمة طويلة من المطالبات: لبن للطفل، وإفطار، وخضار ولحم أو فراخ لوجبة الغذاء، ولا تنس أن تحضر شاي وسكر، وهو في انتظار اكتمال تلك القائمة يقول لزوجته هل تريدين شيء آخر؟ هل هناك شيء ناقص لم تذكريه؟ حاولت أن أتعايش معه ذلك الموقف المؤلم وأنا أقول له قل لها ليس معي مال لكل تلك الطلبات، قل لها إن كان معها بعض النقود لحين حصولك على راتبك، لكنه نظر لي وقال: هذا لا شأن لها به، فأنا الرجل وأنا المطالب بتلك الأمور. خرج من البيت وأنا أحاول جاهدًا أن أسير إلى جواره في تلك القصة التي يرويها لي كي أتعايش معه وأعلم منه ماذا حدث له؟ نحن الآن نسير في أحد شوارع مدينة العياط بمحافظة الجيزة في عام 1984، قلت له بالتأكيد لديك أصدقاء في تلك المدينة، فلما لا تطلب منهم بعض النقود لحين حصولك على المرتب؟ خاصة وأنك تعمل في شركة الحديد والصلب وهي شركة مشهود لها بالانضباط في الجانب المالي. قال لي لم أعتد على ذلك الأمر ولم أطلب من أي زميل لي في العمل ...

الحاج خليل عفيفي .... وجثمان محمد فريد

الحاج خليل عفيفي في الخامس عشر من شهر نوفمبر عام 1919 جلس الحاج خليل عفيفي تاجر القماش الشهير في بلدة الزقازيق بمديرية الشرقية يقرأ في جرائد ذلك الصباح ليطالع وفاة زعيم الحركة الوطنية السيد محمد فريد الذي آثر أن يضحي بثروته ومنصبه المريح من أجل القضية المصرية قضية كل مخلص لهذا الوطن، أكمل طريق الجهاد والفداء في سبيل الوطن بعد وفاة صديقه "مصطفى كامل" في ريعان شبابه فتعرض للسجن والاعتقال ثم آثر النفي على أن يظل سجينًا فتسجن قضية وطنه آثر العيش في دول أوربا يعاني الغربة والحرمان في مقابل أن يظل صوته عاليًا خفاقًا باسم دولته ومطالبًا بحريتها من براثن الاحتلال البريطاني. لكن أي مقابل حصل عليه هذا الرجل الذي كان له أن يعيش في رغد من الحياة وبحبوحة لو سكت كغيره ممن سكتوا بل ولانفتحت أمامه أبواب السلطة يغترف منها كما يشاء لو صادق اللورد كرومر أو إدعى كذبًا أنه لا تقدم لمصر وللمصريين إلا بالاعتماد على بريطانيا صانعة الأمجاد والشعوب والدول. ذهل الحاج خليل عفيفي وهو يطالع الأخبار التي تواترت بشأن جثمان الفقيد المسجى في واحدة من كنائش مدينة برلين لا تجد من يحنوا عليه لينقله إلى ...