موسى بن بك أو موزمبيق لم يكتف الاستعمار الأوروبي بالقضاء على الحضارات التي كانت قائمة في الدول التي قام باحتلالها، أو استنزاف مواردها وثرواتها البشرية والطبيعية على حدٍ سواء، بل سعى إلى تغيير هوية الكثير من تلك الدول ومسخ شخصيتها التي تكونت على مر مئات السنين، فساهم في تدمير تلك الدول وتأخيرها ووسمها بالعالم الثالث أو العالم المتخلف، وهي من تلك التسميات والمسميات براء، وإن كان هناك من هو جدير بتلك التسمية فهم هؤلاء الأوروبيون الذين اوقعوا بتلك الدول والشعوب في بؤرة التخلف هذه بتدميرهم ذاتيًا وحضاريًا، ووأدهم بشريًا من خلال تجارة الرقيق التي تُعد أكبر ذنوب العالم الغربي والتي لم يتبرأ منها حتى الآن أو يعلن حتى أسفه على قيام أجدادهم بها، فكانت نزيفًا بشريًا وعقليًا انعكس على دول القارة وشعوبها بشكل كبير لا زالت تعاني منه حتى الآن. ومن تلك الدول النماذج التي عانت من الاستعمار الأوروبي دولة موزمبيق، تلك الدول الإفريقية التي تقع في جنوب شرق قارة أفريقيا على ساحل المحيط الهندي، وتحدها دول تنزانيا من الشمال، ومالاوي وزامبيا من الشمال الغربي، وزيمبابوي من الغرب، وسوازي لاند وجنوب أفر...